شیخ ابراهیم الدیراوی
شیخ ابراهیم الدیراوی
الشيخ ابراهيم الديراوي
في حفل تأبين في القاعة
أحبائي واعزائي في هذه القاعة تنتابني احزاني من عمق الوجدان وصرخة من عاصمة الأحزان لأعتزازي بهذه الوقفه الشريفة الأدبية أمام ساحة الأدب حيث اني بركب كوكبة من الأدباء والمثقفين والمتذوقين والمتأثرين لرحيل الشيخ ابراهيم الديراوي زعيم الشعر الشعبي في محافظة خوزستان الذين وفدوا من بعيد وقريب ووتواجدكم انما يدل على اهتمامكم بالأدب والأديب ومدى تأثيره في المجتمع وحضوركم هذا يبقى اثرا تأريخيا في جبين التأريخ ويزر في كيان الراحل براعم الأمل والحب والرياحين في حدائق قلبه ويهب الأنسام كما يزرع فسائل العز والمجد ويهز راية الأدب فوق قمة التأريخ ذلك لإحياء ذكرى شاعر وجداني غزلي وطني حماسي تراثي عاش بشعره في شرايين الدمع و خفق نبضا بين انفاسانفاس الكلمات وترعرع في عبرات الصدور وترنم فوق المسات بألحانه واشجانه واوزانه وصدح طيرفوق اغصان الحدائق....
اعزائي لاشك أن مجتمعنا هذا بحاجة ماسة الى التعرف عن تراثه وادبه وفنه وتاريخه القديم والحديث لقد خاضت بلدتنا العزيزه وعلى مر العصوروالأجيال عبر التأريخ في ميادين الحضاره والثقافه لعبت في ساحات الأدب بسيوف الحريه واقلام الوطنية والغزليه والوجدانية والحماسية وراحت تتعالى فوق الخيال لتنال الأفاق بمفاهيمها وتمثلت بكتاباتها وبحوثها تاريخ امجادها وادبائها الذين تضاربت فوق هاماتهمسيوف العز والفخر لتسجل انتصارا باهرا على جبين التأريخ وقامت بعقولها المتوقدة والبارعة لتترجم قدرات الأولين في كيان الوجدان وهمسات الخواطر التي تمر فوق غمام الأزدهار لتفجر طاقاتها الفنية في قلب التأريخ وبات مزدهرا زاهرا سيداتي سادتي لقد اجتمعنا هنا بعاصمة الحزن لأحياء ذكرى اديبا شاعرا شعبي السلوك والأدب شيخ ابراهيم الديراوي الا وهو غني عن التعريف حيث اقول في حقه :
تدمعت أجفان النخيل مدامع احزانها والتهبت هياكلها نارا بحرارة شعر حزين وبات ملتهبا سرت في شرايين القلوب وكأنها من عصر المهلل . شعر مسرمدا يترنم على السنة الأوطان يطير فوق هامات الخيال ويرقد على اشفة الأشجان فوق محيا الحب ..
حب متيما يهيم بين اودية الجنون بلا عنان كفرس جانح بين سحاب الحب يسافر ويسافر فوق خيام العاشقين وكأنه قادم من عصور القديمة من خيمة عنترة بن شداد يتهامس حب عبلة شعره في ليلة مقمرة غزلية ويحط رحاله فوق بحيرةجلجل ويتغازل مع حب عفيف ؛ يلملم جرا العصور كلها في انفاس شعره وتارة يغير فوق سروج الخيل ؛ داحس وغبراء ويشارك الحروب بين السنابك والحوافر متحمسا للنصر تارة أخرى ....
يرتفع راية فوق جيوش المفردات بين ارياح القصائد...
هذا هو شاعرنا الذي توغل نبضا نبيلا بين انفاس التراب وبات دفينا بين الدواوين يتلمع ضوءا بين مقلتي قرائه ...فقد شعبنا شاعر اديبا صدح بين اغصان الشجرولمع فوق انوار القمر ونغم بين اصداء الوتر وترنم بين زخات المطر .....
ودادعا وداعا....
الكاتب د. ابراهيم البچاري