الحب ومفاهیمه ابراهیم بچاری
الأحتلال:
لیل اسود القدمین...
اجتاح مدینتي البیضاء....
علی خده ....
فتاة عاریة شقراء....
تمشي بلا قدم....
من ارض الجراح موطنها....
خرقت قوانین الظلام...
حد الثمالة شربت من نعاس الیل....
رقصت ..
وعلی انف الشفق سقطت...
افاقت نعاس الفجر...
وبانت اسنانه خلف الشفتین...
فلتحا دمعتي عاریة ثمله...
فلتحیا دمعتي عاریة ثملة.....
ابراهیم البچاری
شیخ ابراهیم الدیراوی
الشيخ ابراهيم الديراوي
في حفل تأبين في القاعة
أحبائي واعزائي في هذه القاعة تنتابني احزاني من عمق الوجدان وصرخة من عاصمة الأحزان لأعتزازي بهذه الوقفه الشريفة الأدبية أمام ساحة الأدب حيث اني بركب كوكبة من الأدباء والمثقفين والمتذوقين والمتأثرين لرحيل الشيخ ابراهيم الديراوي زعيم الشعر الشعبي في محافظة خوزستان الذين وفدوا من بعيد وقريب ووتواجدكم انما يدل على اهتمامكم بالأدب والأديب ومدى تأثيره في المجتمع وحضوركم هذا يبقى اثرا تأريخيا في جبين التأريخ ويزر في كيان الراحل براعم الأمل والحب والرياحين في حدائق قلبه ويهب الأنسام كما يزرع فسائل العز والمجد ويهز راية الأدب فوق قمة التأريخ ذلك لإحياء ذكرى شاعر وجداني غزلي وطني حماسي تراثي عاش بشعره في شرايين الدمع و خفق نبضا بين انفاسانفاس الكلمات وترعرع في عبرات الصدور وترنم فوق المسات بألحانه واشجانه واوزانه وصدح طيرفوق اغصان الحدائق....
اعزائي لاشك أن مجتمعنا هذا بحاجة ماسة الى التعرف عن تراثه وادبه وفنه وتاريخه القديم والحديث لقد خاضت بلدتنا العزيزه وعلى مر العصوروالأجيال عبر التأريخ في ميادين الحضاره والثقافه لعبت في ساحات الأدب بسيوف الحريه واقلام الوطنية والغزليه والوجدانية والحماسية وراحت تتعالى فوق الخيال لتنال الأفاق بمفاهيمها وتمثلت بكتاباتها وبحوثها تاريخ امجادها وادبائها الذين تضاربت فوق هاماتهمسيوف العز والفخر لتسجل انتصارا باهرا على جبين التأريخ وقامت بعقولها المتوقدة والبارعة لتترجم قدرات الأولين في كيان الوجدان وهمسات الخواطر التي تمر فوق غمام الأزدهار لتفجر طاقاتها الفنية في قلب التأريخ وبات مزدهرا زاهرا سيداتي سادتي لقد اجتمعنا هنا بعاصمة الحزن لأحياء ذكرى اديبا شاعرا شعبي السلوك والأدب شيخ ابراهيم الديراوي الا وهو غني عن التعريف حيث اقول في حقه :
تدمعت أجفان النخيل مدامع احزانها والتهبت هياكلها نارا بحرارة شعر حزين وبات ملتهبا سرت في شرايين القلوب وكأنها من عصر المهلل . شعر مسرمدا يترنم على السنة الأوطان يطير فوق هامات الخيال ويرقد على اشفة الأشجان فوق محيا الحب ..
حب متيما يهيم بين اودية الجنون بلا عنان كفرس جانح بين سحاب الحب يسافر ويسافر فوق خيام العاشقين وكأنه قادم من عصور القديمة من خيمة عنترة بن شداد يتهامس حب عبلة شعره في ليلة مقمرة غزلية ويحط رحاله فوق بحيرةجلجل ويتغازل مع حب عفيف ؛ يلملم جرا العصور كلها في انفاس شعره وتارة يغير فوق سروج الخيل ؛ داحس وغبراء ويشارك الحروب بين السنابك والحوافر متحمسا للنصر تارة أخرى ....
يرتفع راية فوق جيوش المفردات بين ارياح القصائد...
هذا هو شاعرنا الذي توغل نبضا نبيلا بين انفاس التراب وبات دفينا بين الدواوين يتلمع ضوءا بين مقلتي قرائه ...فقد شعبنا شاعر اديبا صدح بين اغصان الشجرولمع فوق انوار القمر ونغم بين اصداء الوتر وترنم بين زخات المطر .....
ودادعا وداعا....
الكاتب د. ابراهيم البچاري
الأنماط التجدیدیة في الشعر العربي المعاصر :
لقد تطورت الحرکة النمطیة لإسلوب الشعر العربي الحدیث مدی العصـور والعهود تطــوراً
ملــــحوظـاً في تاریخیها من بدءِ تکوین الشعر وقد نری ازدیاداً ونقصاناً في منهجیةِ الأسالیب
وجذوره وهذا التغییر البنیوي حصل وفق المیول و الاحاسیس البئوي عبر الازمنةِ الخاصةِ بشاعر
تلک الامة.....
فهناک ، حــــــالات وتطورات نفسیة، اجبرت الشـاعر وفق المیول نحوها لأسبابٍ نفسیةٍ وعقلیةٍ
احتاج له الشعور بتعبیرادائهِ نــــحو الطبیعةِ ....
وهذا التحول و الانقلاب النفسي جعل من الشعورأن یبدع ویخلـق اسالیـب و أنماط و ألوان
ومذاهب شعریة حدیثة وبدیعة حیثُ أجازللشاعرأن یسرح و یمرح في مملکة خیاله دون قیود وذلک
في کل العصورلایحدده زمان ولامکان....
وینطلق من زنزانة العَروض والتکلف منطلقاً الی السماء یحلق بجناح الحریة کإمرأة جمیله تخرق
قوانین الزوجیة و ترقص عـاریـة أمام محبیها و عشاقها وهذا النمط الأباحی وهذا الخروج من القیود
کان قد اتاح للمتلقي أن یستلذُ فی قاعــة الأدب وهو یشاهد رقصة إمرأة جمیلة فوق خَشَبَهِ الشعر.
وجدیر بالذکرأن هذا التغییروالتحول یتیح للعقول المتمیزه والواقدة والأفئدة العاشقة للشعراء في
أن یقیموا بالإبداع لأسالیب جدیدة وذات جمالیة في مستقبل آتٍ. َ
تألیف ابراهیم البچاري
الأنتظار
الأنتظار : الشعرالنثری
بحر ، في شاطيء عيني
يُمَدُ و يُجزر بالدموع
وأنا املٌ..
ارتاد مجنونا...
علی ساحلهِ...
متى يطفح وجهك الغريق ...
من مياه ادمعي ....
هطلت امطار عمري...
الف ربيع....
و انتزعت مقتلي ...
اجفانها كأوراق الخريف..
وتمدد الشتاء فوق جسدي...
اربعة فصول....
وانا صيف بدوي قديم
اشرق من وجهك الشتوي ...
كل صباح...
وأغيب فیک عند الغروب...
د.ابراهيم البچاري
شاعر الحب العفيف
لیلة الیلداء
لاتبقي واقفة بين الفصلين...
ادخلي فصل العذاب في جسدي...
وارقدي على سريرجراحي بأمان...
فإنه حرير من نسيج ادمعي
ناعم الخدين والجسد...
أحتمي بنارالحسرات...
التي اشتعلت والتهبت ...
بأعواد ارمشي البريئة...
في المدفئة المشبكه
فأنا جرحي اوسع من السماء...
لاتتردي و تخافي ...
فليس في وطني زهور
لا تقبل الأنسام شفتي..
غادرعن وطني ....
ربيع امي وأبي وحضارتي...
واجتاحني فصل الشتاء....
فأنا فسيلةنخلة عريانة ...
في متحف بوليتان الوطني...
لا احمل التمور...
اعثاقي مليئة بالجراح ...
تدلت على جبين امتي...
وخرير الدماء يجري...
في شرايين النخيل..
وتاريخي يطل عليّ كسواح...
من شبابيك القرون
انا نخلة خشبية صماء
باقية من تاريخ القديم...
والأعشاب الثلجية..
نمت حول حديقتي..
واجتاحت قريتي الغزلية التي بناها الفلاح من بقايا الطين الأسمر...
الذي تجمع في السواحل حضارتي ...
وغرزت في حدائق اشواقي...
اشجار بابا نوئل...
وعلقت في اذانها اقراطا ذهبية...
من عصر المسيح
وتمسد الحزن في رقاب الزنابق...
والتين والزيتون....
وصمتت اهادير الطيور....
التي كان صداها يملأ اذني الملك الظليل في دارجلجل...
والليل قبضة حارس سكير ....
اغلق مضيق النيل....
كي لا يأتيني
نوح بسفينه الرهيبة ينجيني...
من موجة جهل..
في فصل الشتاء..
واغلقوا بوابة القطين...
وكبلوا ابراهيم في الصيف
واظرموا فيةالنار ...
حتى لا يهدم الأصنام...
و اقاموا صليبا شامخا...
كي يصلبو عيسى...
حتى لايشافي المي ..
ولا يحييني من موتي..
في الربيع...
و نزلوا في ليلة المبيت....
ليقتلوا محمدا نبي الله في الخريف
حتى لا يهدي الضياء...
في قلوب الكافرين....
و شجوا عليا كي لا تقوم العدالة
وذبحوا حسينا...
حتى يقتلوا رسالة النبي....
هل هناك فصل خامس يأتي من هوامش التاريخ لينقذنا...
نعم ان الفصل ات....
ولكن سيوف الفصول كلها اجتمعت ...
وتحالفت لكي ترحب برقبته....
أمام الأمبراطور
ابراهيم البچاري
شاعر الحب العفيف 1ربیع الأول 1394
رحيل الضياء
فی غیاهب الجهل ...
وخمایل الرعن والغباء...
هزجت داراتها حمقا..
ورقصت غاباتها طربا...
طلسمت تلك البحورحناجرها...
و غرمت بسیقان العاریات سواحلها...
ليل يطارد الأصباح...
من زمن التكوين...
وسيماء النبي شمس...
في كهوف اليل يسطع...
مازال في رحم الشتاء...
فجر من ثدي اليل ...
یرتضع الکری
طفيل والظلماء تقمطه...
كحارس من ال الثلوج مضطجعا...
واسوارالرياح برد ...
تلف معصمية البريئان...
الممتدان من فجرمولدة....
الى صدر الفصول....
والصبح ضرير
لايحرره بصر...
حرية تكمن...
بين رمشة عين...
والجفون في نومة ثمل ...
من نبيذ الوسن...
من سيأتي ليقضتنا...؟؟
من سيأتي بنار يضرمها...؟؟
ويحررالظلماء ...
من طقوس هواجسها...
ياضيائا توهج ...
خلف غاباب الجفون
غفت صحوتي....
بين بيادر الظلام...
واجنحت بهواك..
وارتحلت ...
وحلمت ...
بقرن ابيض القدمين...
ضوئك عبق ...
من ال النبوة سلالة
فوق تماثيل الطين...
ينجلي...
ويحطم اسوارها...
ويكشف صور حقيقتها...
يهمس في اذنيها ...
مجد بأربعة حروف ...
م ح م د
ويصلي ركعة المجد...
فوق جبينها ....
ويهتف إن ....
رحيل فصل كان مولدا...
لفصل جديد...
ابراهيم البچاری
(شاعر الحب العفيف)
مقالة فة الحب
مفاهیم الحب فی الادب العربی
ابراهیم البچاری
یتکّون الانسان من روح و جسد وللجسد أعضاء و احوال یختص معرفتها الی علم الابدان والأطباء بینما الروح تمتلک کثیراً من الرموز والعناوین العظیمة التی تغمر فی اعماق الخیال یصعب معرفتها خلال الأسطر القلیلة التی اکتبها فی هذه المقال ولکنی جردّت یراعي مختارا عنوان واحد هو " الحب " بین عناوین المختلفة التي تصول و تجول فی کیان البشر منها سلبیة و ایجابیة عناوین الخیر و الشر- کالوفاء و الخلوص والقدرة والایمان والشجاعه والحقد و التنافس والفساد- وغیره و الکره و الحب و الحق والباطل ....
اخترت عنوان الحب واالعالم الکبیر الذي ینطوي فی طیال هذه الکلمة جعلنی ان لااتطرقُ الا قلیلاً من معاني الحب فی شتی مجالاته احاول ان أدرس هذا الموضوع دراسة ادبیة لمفهوم الحب وقمت باشارة طفیفة الی تاریخه و توضیح مفاهیمه و مقاصده و مراتبه و اقسامه من زوایا مختلفه .
کلمات دلیلیه: الحب ،الانسان ،مفاهیم الحب، تاریخ الحب
المقدمۀ
ان الحب بغض النظر عن اقسامه و مراتبه صوره جمیله خیالیه و وردیه فی نظر الانسان هو الحب الذی یعیش کعضورفی وکر الهواجس و واحات الافئده و طرق الانفاس فی کل زفیرله وشهیق وهوالذی یتجمع کقطرات المطر فی سحاب العیون کی ینهمر با حزانه و افراحه علی وجنات العاشیقین وینام فی ریاض القلوب العاشقه کقطره الندی او یخفق کقلب قیس العامری فی شرائین لیلی کضیاءالمومنین فی قلب العتمات و الجهل ویعلو تاره ککفی العارفین دعا الی عنان السماء ویسفل تاره مهزوما عن حب و امراه یحترق کحراره الدموع التی تنزیل من جفون الامهات ویرن کنغمات الموسیقی بین خیوط الوتر ویصرخ کصوت من مناقیر الطیور فوق الغصان الشجر او یصرخ کوجع من حناجرالاحرار ویهرب من بین عیون الصعالیک فی وحشه الظلماءفی رمال الصحاری بین الدخول فحومل .اویصلی کسوره الحمد بین شفتي الرسول فی غارحرا او یصعد کبیرق الله علی جبل احد او یختفی کنور الایمان فی قلب بلال الحبشی او کعلي یختار الموت فی لیله المبیت.فان الحب لیس امراه و رجل فحسب .انما هوها جس یلازم البشر و کیانه من اُبَدَ التکون حتی لحظة مماته یمتزج الحب فی عروق الطفل الرضیع حینما یرتضع الحلیب من ثدی امه و فی با کورة الحیاة عندما یبصر الطفل النور تظهر ملامح الحب فی شعوره عند ما یشعر بدفی احضان امه ینمو الحب فی احشاءالانسان و یتسلط فی جمیع ألاعضاء یتربع فوق خیاله علی عرش التفکیر کانه سلطان الروح والجسد ویتماشی مع الحظات حتی یکبرالطفل الرضیع ویکبر معه الحب العتیق و یعلوویسمو به با جنحه العواطف و المحبه الی فوق الغمام کانه یطیر جنب النجوم و الکواکب ویغازل القمر فی عنان السماءالتی تمثل له دافع الامان الحب هوالجمال الذاتی و الوجدانی ودرجه الخلوص و لذه الحیاه من جانب الدنیوی والمعنوی معاحیث تغازل الشعرا العظام با شعار هم منذ قدیم العصور فی مجال حب المراه و الوطن وحب الرسول وحب الله و.....وقعت حوادث وقصص کثیره منها سجلت فی جبین التاریخ ومنها رحلت فی اودیه النسیان
وأن واقع الحب لیس مختفیاٌ علی احدٍ من الرجال والنساء والاطفال والکبار ولیس محدّداٌ بزمنٍ اومکان ولاهو حکرٌ علی بشرٌ أو حیوان
هو أن الحب لیس مجرد نزوات مع النساء والتغزل معهن علی الشواطي أو مرافقتهن الرقص في الملاهی بل إن الحب أثمن من ذالک و هو یعیش فی الوجدان ویتولد علی عرش الأجفان ویتحکم علی کل الأعضاء في الأبدان وهو حیاة الروح وتکوین الحیاة ویتعایش في قلوب الاطفال وعقول الکبار ویهّب کلأنسام الربیع علی وجنات العاشقین ویدورُ کلدماء في افئدة الأمهات ویتولد بإم العاطفة والمج علی عرش العقول فيرأس الرجال وتارة یکون بطلأ في سیوف الفوارس والشجعان احمایة الوطن وتارة فی دموع الأطفال الرضّع بکائاٌ لامهاتم .
شرحت في هذا المقال مفردة الحب شرحاٌ لغویاٌ وشرحاٌ عاماٌ من عدةِ مصادرومعنی الحب ،أصله ،اشتقاقه ،مفهوم الغزل ،مفهوم العشق ،اسماء الحب ،مراحله ،صورة الحب وأقوال من الشعراء.
آیات قرانیة في الحب :
حُب : ومِن الناسِ مَن یتَخِذ مِن دون اللّه إنداداً یحِبونَهم کحُب اللّه {165 م البقره 2 }
حبَّبَ: ولاکن اللّه حبب الیکم الإیمان وزینه في قلوبکم { 7 م الحجرات 49}
أحبَّبَتَ : إنک لاتهدي من أحببت ولکن اللّه یهدي من یشاء {56 ک القصص 28}
تُحَبّوا : وعسی أن تحبوا شیئاً وهو شراً لکم واللّه یعلم وأنتم لاتعلمون {216 م البقره 2 }
تَحِبّون : قل إن کنتم تحِبّون اللّه فأتبعوني یحبکم اللّه
تَحِبونَهم : هأنتم أولاء تحبونهم ولایحِبُنکم وتؤمِنونَ بألکتابِ کُلهُ { 119 م العمران 3 }
یَحِّب : إن اللّه لایحب ُ من کانَ مُختالاً فَخورا { 36 النساء4 }
یحَّبُ : إن اللّه یحَِّیبُ الذین یُقاتِلونَ في سَبیلهِ صفاً کأنهم بنیان مرصوص {4 م الصف61 }
حُباًّ : إمرأة العزیز تراود فناها عن نفسهِ قد تسعَفها حُبّاً { 30ک یوسف 12 }
حُباً : وتحِبون المالَ حباً جَمّا { 20 ک الفجر 89 }
مُحَبّة : وألقیتَ علیک َ محَّبةً مني ولتصنع علی عیني {36 ک طه 20 } (محمد فواد عبد الباقي)
مفاهیم الحب :
علی اولا ان اضع مفهوماً عاماً لمفرده الحب و من ثم اخوضُ فی التفسیر لهذا المفهوم !
أحبّهُ – أرادهُ و عجب به
الحب الوداد والمحبه ـ حُبَّ: اذا اتعب
الحُبٌ : الوداد والمحبة
حُبَّ: لاذا اتعب
حَبَّ : اذا وقف واذا توَدّدَ
الحَبُّ : الزرع کبیراً کاناوصغیراً (ابن منظور)
بمعنی العام : المیول والاراده القلبیه لشی حی اوغیر حی .
بلطبع هناک معان کثیره و مختلفه دونها المفسرون والادباء لهذه
الکلمه : قد اخلف علماء اللغة فی اصل کلمة حبّ محّبه فمنهم من قال بأن المحبة مشتقه من قولهم :أحَبَّ البعیرإذابرک فلم یقدرعلی القیام .
وقیل هو مشتق من الحُبِ الذی هو إناء واسع یوضع فیه الشیء فیمتلیء بحیث لایسع غیره کذالک قلب المحب لیس فیه سعه لغیر محبوبه.
وقیل اصله من الحبِّ وهو القراط لأن القرط یهتز ویمیل ویضطرب فی أذن المرأه المتحلیة به وکذالک المحب قَِلق یخشی علی حبه وعلی حبیبته فلا یثبت ولا یستقر .
وقیل إصل لمحبة : الصفاء لأن العرب تقول لصفاء بیاض الاسنان ونضارتها : حبَبَ الاسنان ، وسُمیت المحبة بذالک لمکا یستلزم قلب المحب من الصفاء واللألاء فکأنَّ محبةالمحب هی صفاء وقته، وضیاء نفسیتة ، ونقاء مودته .
وقیل هو مشتق من الحُبِّ وهو الخشبات الأربع التی یستقر علیها ما یوضع علیها من جرة أوغیرها، فسمی الحب بذالک لأن المحب یتحمل لأجل محبوبه الأثقال کما تتحمل الخشباب ثقل مل یوقع علیها. (محمد احمد درنیقه)
الحب في رأي ابومنصور الثعالبي :
اول مراتب الحب الهوی * ثم الاعلاقه ، و هی الحب اللازم للقلب * ثم الکلف و هو شده الحب * ثم العشق و هو اسم لما فضل عن المقدار الذی اسمه الحب * ثم الشعف و هو احراق الحب القلب مع لذه یجدها * و کذلک اللوعه و اللاعج ، فان تلک حرقه الهوی ، و هذا هو الهوی المحرق * ثم الشغف و هو ان یبلغ الحب شغاف القلب ، و هی جلده دونه و قد قرئنا جمیعاً : شغفها حباً و شغفها * ثم الجوی و هو الهوی الباطن * ثم التیم ، و هو ان یستعبده الحب ، و منه سمی تیم الله . ای عبد الله ، و منه رجل متیم * ثم التبل ، و هو ان یسقمه الهوی * و منمه رجل متبول * ثم التدلیه و هو ذهاب العقل من الهوی . و منه رجل مذله * ثم الهیوم ، و هو ان یذهب علی وجهه لغلبه الهوی علیه و منه رجل هائ (ابو منصور الثعالبی)
معنى الحـب وأصل اشتقاقه :
الحب :
الحُبّ ُ هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما، وقد ينظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين إثنين، ومن المعروف أن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بـ "هرمون المحبين" أثناء اللقاء بين المحبين.
وفي الحديث الذي رواه "الإمام أحمد" تصديق ذلك، إذ قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : {حُبُّك الشيءَ يُعْمي ويُصم} أو الحضور الدائم، كما قال الشاعر:
يا مقيماً في خاطري وجَناني | وبعيداً عن ناظري وعِياني |
أنت روحي إن كنتُ لستُ أراها | فهي أدنى إليّ من كُلِّدانِ |
وقال آخر:
خيالك في عيني، وذكراك في فمي | ونجواك في قلبي، فأيْن تغيبُ؟! |
وقال آخر :
ما ملكنا قلوبنا انناالعرب | ما ملكنا دمائنا أمرناعجب |
تفتح هذه الدراسه باباً لالغاء تلک الفوارق الوصطنعه بین ما سموه : الحب العذری ، و الحب الحسی ، فکل الشعر القدیم هو شعر حب ( عذری ) بالمفهوم السابق .( د فضل بن عمار العماری)
اما الصور الجنسیه التی نراها عند امری القیس ، و هی صور محدوده ، و مثیلاتها عند الفرزدق ، فما هی الا جزء من تلک الاحلام التی یخلط فیها الشاعر الواقع بالمتخیل ؛ ذلک ان الاصل هو تلک الروی التی غارت فی لاوعی الشاعر ، و اخذت طریقها فی کل شعره ، کما یمثله اصدق تمثیل شعر امری القیس نفسه ، و شعر عمر بن ابی ربیعه ، و لقد کان جریر متزوجاً باکثر من واحده ، و کانت صوره المراه الاولی – الحلم – هی الصوره التی طاردته فی منامه و فی یقظته . و لم تکن صور کل الشعراء الا حسیه ، یتفق فی هذا جمیل ، کما یتفق فیه المجنون ، و لقد شکل الحرمان ، ای : التوق نحو المراه الحلم ، کل شعر نعده شعراً غزلیاً ، او شعر نسیب ، او شعر اطلال و ظعائن ، ای : ان الظعائن – و کذلک الاطلال – هی رثاء للذات ، من ناحیه ،و من ناحیه اخری هی : حب للذات ، و هی تطلع لماض مضی و انقضی مبکراً فی الحیاه ، فاصبح استدعاء و استذکاراً . ان الظاهره التی تکاد تکون متمیزه هی ظاهره عروه بن حزام و الی حد ما المجنون ، و کل یدخل فی الشعر الجمعی المشترک ، و یعبر عن اکثر من قائل ، و مع ذلک ، فان الصوت الحاد فی شعرهما ، نجده عند الصمه القشیری ، کما نجده عند ابن الطثریه ، و کلاهما ینطبق علیه ما ینطبق علی کل قائل فی شعر الحب ، ان اقوال هولاء – و هم یشکلون شعراً متداخلاً کثیراً – تبدا من المنطلق الاول ، و تعود الیه ، مع اختلاف درجات التعبیر فقط ؛ فمفرده (( الحب )) جامعه بین کل الشعراء ، تظهر صریحه احیاناً ، و ترد فی الفاظ اخری ، الا انها ذات حقیقه واحده لا تتجزاً .
مفهوم الغزل
اتخذ العرب منذ اقدم العصور الغزل طریقاً الی التعبد بالجمال و التعبیر علی عواطفهم و مشاعرهم ، و قد مر زمن طویل اقتصر فیه الشعراء علی التغزل بالمراه غزل حسیاً بعیداً عن خلجات النفس و ما یضطرب فیها من مختلف المشاعر و شتی الاحاسیس و ظلت الاوصاف هی هی ، فالقامه قضیب بان ، و الوجه بدر ، و الشعر لیل او ذهب . . .
و دراسه الغزل عبر العصور تتیح لنا فهم الحیاه الاجتماعیه ، فهو یرسم المراه لباسها و ذوقها و فی اعضاء جسدها و فی منهاج عیشها ، و یرسم ذوق العصر الذی کافیه .
و قد عمدنا فی کتابنا هذا الی تصنیف الوصف حسب الموضوع و کان للوصف الحصه الکبری ، لان الشعراء عاده ینتقلون من وصف العیون الی الفم الی القوام ....
الغزل هو حدیث الفتیان و الفتیات . و قیل : هو اللهو مع النساء ، وکذلک المغزل ؛ قال الشاعر :
تقول لي العَبَري المُصابُ حلیلها أیا مالکُ هل في الظعائن مغزلُ
و مغازله النساء : محادثتهن و مراودتهن ، و التغزل : هو التکلف لذلک ، قال الشاعر : (( صلب العصا جاف عن التغزل )) .
و رجل غزل : متغزل بالنساء ؛ علی النسب ، ای : ذو غزل .و یقال فی المثل : (( اغزل من امریء القیس )) ، و یقال : (( اغزل من الحمی )) ، لانها تعتاد العلیل ، و تتکرر علیه ، کانها عاشقه له ، متغزله به .( ابن منظور ، لسان العرب)
و قد شغل الغزل من الشعر الجاهلی مساحات کبیره ، حتی لیمکننا القول : ان اکثر ذلک الشعر کان متصلاً به ، او مقصوراً علیه . و لم یکن شعراء الجاهلیه یعرضون لمدح او فخر الا بعد ان یعیجوا علی دیار الحبیبه یسائلونها عن اهلها الظاعنین ، او یستعیدون و ایاها ما یسعد الفواد او یشجیه من ذکریات .و لعل ابداع هولاء الشعراء فی کل ما خلفوه من شعر کان بتاثیر من نیران الحب التی کانت تتاجج فی قلوبهم ، و تسحق فیهم الضلوع و الاکباد . و لعلنا لا نجافی الحقیقه ان زعمنا ان ما اتخفونا به من لوحات غزلیه عامره بنبض القلوب ، و اشتعال الافئده ، یوکئ ان الشاعر الجاهلی لم یکن لسان القبیله و لا سیفها المسلول علی الاعداء و حسب ، و لکنه کان قیثاره تردد اصداء نفسه و انات وجدانه و خفقات فواده .
و اذا کانت الاصاله و النزعه الفردیه قد رافقتا الغزل الجاهلی منذ بدایاته الاولی ، حتی اصطبغ بالوانهما ، و تزیا خلعاه علیه من حلل ، فان وجود الغزل علی راس کل قصیده جاهلیه قد لفت قدامی النقاد ، و حفزهم علی دراسه هذه الظاهره ، و محاوله تفسیرها من نواح اجتماعیه و نفسیه و فنیه .
و رای آخرون ان المطالع الغزلیه کانت مظهراً من مظاهر التحجر الجاهلی امام سنه لبتدعها السابقون ، فسار علی نهجها اللاحقون .
و اذا امعنا النظر فی ارث الغزل الجاهلی وجدناه موزعاً بین حدیث الذکریات ، و فیه وقوف علی اطلال الحبیبه ، و دموع ، و زفرات حری ، و اسف علی شباب ولی ، و حب تصرمت حباله ، و بین وصف للمراه المحبوبه ، و فیه تعرض لجسدها : جبیناً و خداً و عنقاً و صدراً و عیوناً و ریقاً و فماً و معصماً و ساقاً و ثدیاً و شعراً ، و یتعرض لزینتها و حلیها و طیبها و حیائها و عفتها ، و قد یصف بعض مغامراته او لقاءاته الملتهبه معها . و منهم من اکثر وصف ظعنها و هی ترحل فی الجزیره من موضع الی آخر ، فتظهر بکله ، و تسدل اخری ، و ترسل برقعها علی وجهها ، و ذوابتها علی ظهرها ، فتسبی الشاعر المحب ، و تسلبه فواده و لبه . و قد لحظ الدکتور شوقی ضیف ما کانت المراه الجاهلیه الحره تتمتع به من مکانه رفیعه فی نفس الشاعر العربی ، اذ کان یستلهمها شعره ، و یضعها فی صدر قصیده ، و یقدم لها مغامراته فی الکرم ، و تضحیاته فی الحروب ، لینال حبها ، و یفوز برضاها ، و یولمه ان توسر و تسبی ، فلا یقر له قرار حتی یعود بها مکرمه الی دیارها.(شوقی ضیف ،العصرالجاهلی)
الحب و التصوف :
التصوّف أیضاً هو طریق للوصول الی الله وهو نوع من حب الله وتعََّبده بصریقاً خاص حیث أشارأنعام أحمد قّدوم في کتابهالتشیع والتصوف ان التصوف هو إتجاهمعین یتخذه المتصوف طریقة للتعبد لله تعالی ومن خلال هذه الطریقه یتم التقرب الیه سبحانه وتعالی لذالک فإذانفینا عن التصوف أن یکون فلسفة خاصة فإننالانستطیع ان ننفي عنه أن یکون نوعاً من انواع التعبد الخاص یتقرب به المتصوف الی ربه (انعم احمد قدوم ،التشیع والتصوف)
ففي هذا النوع من الغزل لن تری شاعراً یسف جسم محبوبته ولکنه یستحفره بلمسات توحي بشکل ایحاء ویجعل الشاعر للمرأة عبودیةوخدم وهو الغزل الذي تشیع فیه حرارة العاطفة وتشیع منه الاشواق ویصور خلجات النفس وفرحات اللقاء والألم الفراق ولایحفل بجمال المحبوبة الجسدي بقدرها یحفل بجاذبیتها ،سحر نظراتها وقوة أسرها ثم یقتصر فیه الشاعر علی محبوبة واحدة طیلة أو ردحاً طویلاً من حیاته (فیصل شکری،تطورالغزل)
العشق ومفهومه :
العشق :
العشق فرط الحب وقيل هو عجب المحب بالمحبوب يكون في عفاف الحب ودعارته.(ابن منظور،لسان العرب).
قال الفراء: العشق نبت لزج، وسُمّى العشق الذي يكون في الإنسان لِلصُوقهِ بالقلب.
وقیل : اول العشق النظر و اول الحریق الشرر ، و کان العشاق فیما مضی یشق الرجل برقع حبیبته و المراه تشق رداء حبیبها و یقولون انهما اذا لم یفعلا ذلک عرض البغض بینها ، و قال عبد بن الحسحاس :
و کم قد شققنا من رداء محبر و من برقع عن طفله غیر عانس
الحب العذری
الحب العذری ، هذا الاسم الذی یثیر فی النفوس مشاعر شتی منها مشاعر رقیقه و مرهفه فیها حنین و فیها صبوه ، و منها مشاعر فیها من الاستخفاف و الرثاء الممتزج بالسخریه ، و منها مشاعر استغراب و استنکار و نفور من هذا الذی یفارق ما طبع علیه الانسان و ینای بالغریزه البشریه عما رکبت من اجله ، فلا یکاد یصدق تلک الاخبار المرویه فی بطون الکتب الادبیه عن امثال جمیل بثینه و کبیره عزه ، و مجنون لیلی ، و یعتد تلک الاخبار و السیر من قبیل الاساطیر التی تزدحم بالخیالات و المبالغات و البعد عن الحقیقه .
ان هذا الحب العذری و هذا السفر الذی یقدم للقراء الکرام ، ما یزال صداه یتردد فی حنایا الصدر ، و قبسه یتوهج فی ثنایا الفکر ، عاطفه متسامیه عرفها التاریخ الادبی مثالاً لما تصوغه العفه و الترفع عن الانقیاد للشهوات ، و صوره من صور الاثر الاسلامی فی نفوس رقیقه المشاعر مرهفه الاحاسیس ، کانت تستمتع بالجمال ایتمتاعاً یقرب من التقدیس ، و تعبر عن اعجابها و تعلقها به تعبیراً یحوطه التعفف و التسامی و الذوق الرفیع ، نفوس تمثلت قول المصطفی صلوات الله علیه فی ما یروی من حدیثه الشریف ( من احب فعف فکتم فمات مات شهیداً ) .
و لقد کان هذا الحب العذری و ما نتجه من ادب رفیع ، شعر و نثر ، رساله حضاریه للامه العربیه و الاسلامیه نشرت بین امم اوروبا بعد ان اخذت من الحضارره الاسلامیه العربیه بنصیب ، منذ ان قامت دولتها فی الاندلس ، و بعد ان کان ما کان ابان الحروب الصلیبیه من اتصال الاوروبیین بالحضاره الاسلامیه ، و اخذه فی ا الفنون و تاثرهم الواضح بفن الشعر العربی و مضامینه ، التی لم تکن تعرف من قبل فی ادب الاغریق او ادب الرومان.
أسماء الحب ومراحله
وإذا اهتم المرء بشیء وعظمت عنایته به أکثر من أسمائه ؛ والعرب کانوا قد اهتموا بالمحبة ، لذالک فقد کثرت اسماؤها فی لغتهم ، منها :
الهوى
يقال إنه ميْل النفس، وفعْلُهُ: هَوِي، يهوى، هَوىً، وأما: هَوَىَ يَهوي فهو للسقوط، ومصدره الهُويّ. وأكثر ما يستعمل الهَوَى في الحبِّ المذموم، وقد يستعمل في الحب الممدوح استعمالا مقيداً، منه قول النبي : [لا يؤْمن أحدكم حتى يكون هَواهُ تبعاً لما جئتُ بِه].صححه النووي
الصَّبْوة
وهي الميل إلى الجهل، فقد جاء في القرآن الكريم على لسان سيدنا "يوسف" قول القرآن: (وإلا تَصرفْ عني كيدَهن أصبُ إليهنَّ وأكنُ من الجاهلين).[يوسف30] والصّبُوة غير الصّبابة التي تعني شدة العشق،
الشغف
هو مأخوذ من الشّغاف الذي هو غلاف القلب، ومنه قول الله في القرآن واصفاً حال امرأة العزيز في تعلقها بيوسف : (قد شغفها حُباً)، قال "ابن عباس" ما في ذلك: دخل حُبه تحت شغاف قلبها.
الوجد
هو الحب الذي يتبعه مشقه في النفس والتفكير فيمن يحبه والحزن دائما
الكَلَفُ
هو شدة التعلق والولع، وأصل اللفظ من المشقة، قال الشاعر: فتعلمي أن قد كلِفْتُ بحبكم ثم اصنعي ما شئت عن علم
العشق
العشق فرط الحب وقيل هو عجب المحب بالمحبوب يكون في عفاف الحب ودعارته.(ابن منظور،لسان العرب)
قال الفراء: العشق نبت لزج، وسُمّى العشق الذي يكون في الإنسان لِلصُوقهِ بالقلب.
الجوى
الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حُزْن.
الوصب ُ
وهو ألم الحب ومرضه، لأن أصل الوصب المرض، وفي الحديث الصحيح: [ لا يصيب المؤمن من همّ ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه ].
الشوق هو سفر القلب إلى المحبوب، وارتحال عواطفه ومشاعره،وقال بعض العارفين : (لما علم الله شوق المحبين إلى لقائه، ضرب لهم موعداً للقاء تسكن به قلوبهم).
الاستكانة
وهي من اللوازم والأحكام والمتعلقات، وليست اسماً مختصاً، ومعناها على الحقيقة : الخضوع، وذكر القرآن الاستكانة بقولهِ: (فما استكانوا لربهم وما يتضرعون)[المؤمنون 76]، وقال: (فما وَهَنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضَعُفوا وما استكانوا)[آل عمران146]. وكأن المحب خضع بكليته إلى محبوبته، واستسلم بجوارحه وعواطفه، واستكان إليه.
الوُدّ
وهو خالص الحب وألطفه وأرقّه، وتتلازم فيه عاطفة الرأفة والرحمة، يقول الله تعالى: (وهو الغفور الودود)[البروج14]، ويقول سبحانه: (إن ربي رحيم ودود)[هود90].
الخُلّة
وهي توحيد المحبة، وهي رتبة أو مقام لا يقبل المشاركة، ولهذا اختص بها في مطلق الوجود الخليلان "إبراهيم" و"محمد"، ولقد ذكر القرآن ذلك في قولهِ: (واتَخَذَ اللهُ إبراهيم خليلاً)[النساء125].
وصح عن النبي محمد بن عبد الله أنه قال : [ لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الرحمن ]
وقيل: لما كانت الخلّة مرتبة لا تقبل المشاركة امتحن الله سبحانه نبيه "إبراهيم" - الخليل - بذبح ولده لما أخذ شعبة من قلبه، فأراد سبحانه أن يخلّص تلك الشعبة ولا تكون لغيره، فامتحنه بذبح ولده، فلما أسلما لأمر الله، وقدّم إبراهيم محبة الله تعالى على محبة الولد، خلص مقام الخلة وصفا من كل شائبة، فدي الولدُ بالذبح. ومن ألطف ما قيل في تحقيق الخلّة : إنها سميت كذلك لتخللها جميع أجزاء الروح وتداخلها فيها
الهُيام
وهو جنون العشق، وأصله داء يأخذ الإبل فتهيم لا ترعى، والهيم (بكسر الهاء) الإبل العطاش، فكأن العاشق المستهام قد استبدّ به العطش إلى محبوبه فهام على وجهه لا يأكل ولا يشرب ولا ينام، وانعكس ذلك على كيانه النفسي والعصبي فأضحى كالمجنون، أو كاد يجنّ فعلاً على حد قول شوقي :
ويقول تكاد تُجَـنُّ به | فأقول وأوشك أعبُده |
مولاي وروحي في يده | قد ضيّعها سلِمت يده |
صوره الحب
علی اساس العلم الحدیث :
یکاد الادب العربی یکون اسبق اداب العالم الی تصویر الحب و التعبیر عن عاطفته و و یقر النقاد الاوروبیون بان عاطفه الحب لا وجود لها فی الشعر الیونانی القدیم ، بل لم تتفتح ازاهیرها الا فی مفتتح عصر النهضه Renaissance ، و لم تنضج بواکیرها الا بعد ان اتصلت اوروبا بالشرق اتصالاً ادیباً و اجتماعیاً .
و الحب العذری صوره مصفاه مهذبه من صور الحب تسمو علی لذه الحس و تتعالی عن شهوه الجسد ، و هو ظاهره ادبیه اجتماعیه عرفها الادب العربی بعد الاسلام و اشتهرت بها قبیله عربیه عرفت بالدمائه و الرقه و کثره الجمال و شیوع العشق بین افرادها . تلک هی قبیله عذره التی نسب الیها هذا الحب فسمی الحب العذری .
و هذا البحث – الذی اضعه بین یدی القاری- محاوله ، قصدت فیها الی دراسه هذه الظاهره الادبیه الاجتماعیه دراسه ادبیه ، تقوم علی اساس مما کشفه العلم الحدیث فی درسه للعواطف و المظاهر النفسیه ، و تتبعت مبدا هذه العاطفه فی الشعر العربی و المت بتاریخها و اسباب نشاتها ، و عرضت لصورتها الاولی التی عرفت فی الادب العربی ، ثم انتقلت فی النصف الثانی من هذا البحث الی الحب العذری بعد ان حل فی بیئه اهل العلم و الفقه ، حیث لونته الثقافه الدینیه و الفلسفیه بلون مثالی فلسفی بعد به عن اصله الغریزی بعداً ما .
الحب بين الجنسين في الأديان والنصوص المقدسة
الحب والزواج في المسيحيه
تعني هذا الرابط المقدس الذي يجمعه الله ولا يستطيع أحد ان يفرقهم عن بعض ما يجمعه الله لا أحد يفرقهم وأن الحب في المسيحية أجمل الروابط البشرية التي تجمع الرجل والمرأة والله وبركة هذا الاجتماع ترأئ بالأولاد المرسلون من الله هديتة وعليهم يحافظون عليهم لانه عطية من الله وفي المسيحية الشرقية لا يوجد طلاق ولكن الآن في المسيحية الغربية تسمح بالطلاق والديانة المسيحية لا تسمح بتعدد الازواج أو الزوجات "من البدأ كان للرجل أمراة واحد "
في الإسلام ونصوصه
جاء في الحديث النبوي "لم يُر للمتحابين مثل التزوج". رواه ابن ماجة والحاكم في المستدرك واللفظ له وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم. وجاء كذلك بلفظ "التزويج" ولفظ "النكاح". ورواه الكناني في مصباح الزجاجة وقال هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
وجاء في الحديث: "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف". متفق عليه.
وعن المغيرة بن شعبة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له امرأة أخطبها فقال فاذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما فأتيت امرأة من الأنصار فخطبتها إلى أبويها وخبرتهما بقول النبي صلى الله عليه وسلم فكأنهما كرها ذلك قال فسمعت تلك المرأة وهي في خدرها فقالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تنظر فانظر وإلا فإني أنشدك. كأنها أعظمت ذلك. قال فنظرت إليها فتزوجتها فذكر من موافقتها. .(ابن منظور،لسان العرب)
الحب في الإسلام
يعتبر الإسلام ان أكثر ما يجب أن يحبه الإنسان هو الله، لقول الله تعالى في القرآن
كما أن الإسلام أطلق على علاقة الحب بين الزوجين اسم " الميثاق الغليظ ". وقاوم الإسلام فكرة الانفصال بين الزوجين، فبالرغم من إباحية الطلاق في الإسلام إلا أنه قيد بشروط جعلته يحدث في نطاق ضيق ومحدود.
ومن أعظم أنواع الحب هو الحب في الله أي أن يحب الإنسان غيره لأنه شخص صالح ومؤمن وليس له في حبهِ منفعة، ولا شهوة، ولا قرابة، من غير أن يناله منه أي نفع، والذي جاء فيه الحديث " ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوةَ الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحـبَّ إليه مما سواهما، وأن يُحبَ المرءَ لا يُحبُه إلا لله، وأن يكره أن يعودَ في الكفر بعد إذ أنقذَهُ الله منه كما يكـره أن يقذَف في النار "
أقوال في الحب
الاشرار يطيعون بدافع الخوف، والطيبون يطيعون بدافع الحب ويقول شاعر آخر : لو كنت املك ان اهديكي عيناي لو ضعتهما بين يديكي لو كنت املك ان اهد يكي قلبي لنزعته من صدري اليك ولو كنت املك ان اهديكي عمري لوضعت ايامي تحت قدميكوربما يبيع الإنسان شيئا قد شراه لكن لا يبيع قلباً قد هواه
نظرة علمية للحب
وجد باحثون بريطانيون أن هرمون التيستوستيرون يقل عن معدلاته الطبيعية عند الرجال عند الوقوع في الحب، بينما يزداد عن معدلاته الطبيعية عند النساء. وفي دراسة أخرى اكتشف باحثون بجامعة "لندن كوليدج" أن الوقوع في الحب يؤثر على دوائر رئيسية في المخ. وتوصل الباحثون إلى أن الدوائر العصبية التي ترتبط بشكل طبيعي بالتقييم الاجتماعي للأشخاص الآخرين تتوقف عن العمل عندما يقع الإنسان في الحب. وقال الباحثون إن هذه النتائج قد توضح أسباب تغاضي بعض الأشخاص عن أخطاء من يحبون.(نقل من موقع)
الخاتمة:
لاشک أن الحب لیس عنوان حدیث ولایختص بزمن أوجیل او شخص خاص ولیس محدوداً بمکان او زمان ولیس الحب صنیع البشر ولایستطیع أحداً زرعه أوإزالة فألحب هو الذی مولود من قبل التکوین في السموات عند الله والملائکه ثم خُلق من بدأ التکوین مشتول في أعماق المخلوقات کلها فی الانسان والحیوان والجن وفي کل دابة علی الارض وکل طیر في االسماء .
لیس للحب حدود لکن ربما یتغیرمعالم الحب جراء الظروف والأوضاع الراهنه ولایناسب الحب الذی کان دفیناً في القلب أن یتفجر أین ماکان .
فالحب في العصر الجاهلي سبباً للظروف لم یکن یظهر بحذافیره وکان مسجونً بایادي السنن والعصبِیة ولکن بعد زمنٍ توسعتت العلاقات مع الغرب وحل مکان العروبة وحب الثقافة العربیة قیم غربیة مدروسة سرعان ما تبّدلت الی معاییر ورمز یتباها بها العرب ورمي امال وسنن أجدادهم في أودیة النسیان وانزلق الحب إلی اللذات والشهوات وحب الدنیا والمناصب والثروات والسیارات الحدیثة وحب المرأه وارتمی الحب الأصیل تحت أقدم الراقصات في الملاهي و الخد االذی لایلمسه الشاعر في العصر ألجاهلي الا بوصف في ابیاته أصبح محط أشفة الرجال والإنطلاق وحریة عمیاء للبنات وعبودیة النساء .
المصادر والمراجع :
ـــ القرآن الکریم
ـــ إبن منظور لسان العرب /دارصادر بیروت
ـــ إبن قتیبة الشعر والشعراء / دار الثقافة بیروت
ـــ أنعام احمد قدوم / التشیع والتصوف لقاء ام فراق /مرکز جواد للصف والطباعة
ـــ الثعالبي أبو منصور /فقه اللغه وسر العربیة / دار الحکمة للطباعي والنشر دمشق سوریه
ـــ درنیقه احمد / معجم شعراء الحب اللهي /دار مکتبية الهلال
ـــ شکري فیصل /تطور الغزل بین الجاهلیة والإسلام /دمشق 1959 ه
ـــ ضیف شوقي/ العصر الجاهلي والإسلامي تاریخ الأدب العربي دار المعارف
ـــ ضیف شوقي /الحب العذري عند العرب / القاهره دارنوبار للطباعة
ـــ عبد الباقي محمد فؤاد /المعجم المفهرس لألفاظ القران الکریم /النشر الإسلامي طهران
ـــ مجموعة اساتید / فصیلة التراث الأدبي / مطبعة الإرشاد کرج
ـــ مواقع من الإنترنیت